الثورة لم تحقق هدفها الجوهري ما دام موقف أنصار الله من الفساد هو ذاته موقف من سبقوهم
24 يناير، 2016
588 5 دقائق
يمنات
عبد الوهاب الشرفي
كنا شركاء ثورة في الـ 2011 وفي الـ 2014 و كان هدفنا جميعا هو القضاء على الفساد بدرجة جوهرية، و لم تكن كل العناوين الأخرى إلا إجراءات تهدف لتحقيق الهدف الجوهري للقضاء على الفساد.
لم يكن لنا خصومة شخصية مع صالح أو أعضاء حزبه كما لم تكن لنا خصومة شخصية مع محسن أو أعضاء حزب الإصلاح.
ما كان بيننا و بينهم هو الفساد الذي مثلت شخوصهم و مكوناتهم رمزا له، بينما لم يكن كل عضو في المؤتمر أو كل عضو في الإصلاح فاسد، و لكن كان التوجه العام لهما كمكونان هو الاستفادة و التستر و المداهنة للفساد.
أوصلت ثورة 2011 السلطة – جوهريا – إلى أيدي الإصلاح و طرف محسن، و هما ممن انخرط في الثورة و لو شكلا ، لكن لم يشفع لهؤلاء الأخيرين ذلك، لأنهما استمرا في ذات الحال تجاه الفساد و قامت عليهم ثورة 2014 لتوصل السلطة إلى أيدي أنصار الله.
ما أسقطناه على الإصلاح في 2014 سيضل هو معيارنا و الواقع الذي لا مجال لإنكاره أن موقف أنصار الله من الفساد هو ذاته موقف الإصلاح من قبل و موقف المؤتمر من قبل القبل، الجميع لا حساسية لديه تجاه الفساد.
نحن ثابتون في رؤيتنا الثورية و لن تحرفها أي ملابسات أخرى، الثورة تعني القضاء على الفساد، و وفقا لهذا المعيار يسري على أنصار الله ما سرى على من سبقوهم الذين لم يكونوا كلهم فاسدون كما ليس لنا عداوة شخصية مع احد أو مع أي مكون. لكن موقف أنصار الله تجاه الفساد هو ذاته موقف من سبقوهم. و لذلك الثورة لم تنجح و لم تحقق هدفها الجوهري بإيقاف الفساد.
تغيير المؤتمر بالإصلاح مع استمرار الفساد لم يعني شيئا و ليست ثورة ، و تغيير الإصلاح بـ”أنصار الله” مع استمرار الفساد لا يعني شيئا و ليست ثورة..
هذه هي الحقيقة المرة ، الحقيقة التي رفض الإصلاح أن يستوعبها حينها و يعدل من أداءه وهي ذاتها الحقيقة التي يرفض أنصار الله حتى الآن استيعابها ويعدلوا أدائهم .. ونحن سنضل ثابتون في النضال لإيقاف الفساد.